الأحد، 22 مايو 2011

التمرد


- فجأة قررت ان اكف عن الصمت, لا لأنني ملاك الحق و العدل و لا لكوني مناضل يكره الظلم, و لا لأن قرائي الذين يعدون على اصابع اليد الواحدة في انتظار ممتلىء شغفا لمعرفة ارائي و اطروحاتي عما يدور حولي من امور, لا ليس لكل هذا ولا لأي شيء اخر سوى انني فقط اردت ان اتكلم .. نعم, بكل انانية اصرح بأن ما سيأتي بهذا المقال او ماسيتبعه لا غرض منه سوى ارضائي لذاتي التي ملت الصمت .. لن اهتم تلك المرة بعدد القراء و كبسات الاعجاب و التعليقات المؤيدة او الرافضة, المجاملة او الجارحة, ولا انتظر تأثيرا تحدثه كلماتي على الاخرين ايجابي كان او سلبي فكل الامور سواء .. ان تلك الكلمات لا تعدو سوى كونها محاولة للتمرد .. التمرد على نفسي قبل ان يكون على الاخرين.


1- ملائكة و شياطين ....

ما من تناقض على وجه الارض اوضح من ذلك الذي نراه جليا في العلاقة بين الملائكة و الشياطين, فالقصص الديني و الاساطير الشعبية و حتى الروايات الحديثة تحاول دوما ان توضح مدى التضاد في طبيعة الملائكة من جانب و الشياطين من جانب اخر, بين الابيض و الاسود بين الخير و الشر, بين معسكرين دائمي التناحر على مر سنوات التاريخ البشري. و سواء كانت تلك القصص القديمة عن الملائكة و الشياطين حقيقة ام كانت مجرد تخيلات من صنع البشر حاولوا بها ايضاح الفارق و التضاد و الحرب بين جانب الخير و الشر- تخيلات اظنها صيغت لتوضح مدى التناقض في النفس البشرية لا في المجتمع ككل و قد يكون دليلا على هذا ان ابليس كان في الاصل ملاكا بل كان افضلهم على الاطلاق طبقا لما جاء في القصص الديني و ان الشخصية التي تمثل الشر في الاساطير الدينية القديمة ما هو الا عضو عادي في اسرة الاهية تحول مع الوقت او طبقا لاوامر و اقدار الالهة الى ممثل للشر- فان ذلك النموذج الفارق بين الخير و الشر او بين التناقض و الاختلاف بصورة عامة صار هو المقياس الذي الحاكم لطبيعة علاقتنا بالاخر, و نحن هنا مقصود بها اصحاب فكر او اتجاه ما و الاخر هو ما يختلف عن هذا الفكر و هذا الاتجاه. رغم ان ابليس كان في الاصل ملاكا و رغم ان الخير و الشر ولدوا من رحم الانسانية ذاتها و رغم ان الاختلاف هو طبيعة الفطرة البشرية, الا اننا صرنا لا نقبل هذا الاختلاف بل صار كل منا يتخذ من موقفه موقف الملائكة واصفا ما يتعارض معه بالجانب الشيطاني.
اما ان تكون معنا او ان تكون مع الارهاب, تلك الجملة التاريخية التي القاها جورج بوش الابن بعد عدة ايام من وقوع حادثه 11/9 توضح بجلاء ما اردت قوله من مقدمة حديثي, فلقد اوضح جورج بوش بتلك الجملة ماوصلت اليه الانسانية من قرار في النهاية, اما ان تكون معي او ضدي اما ان تكون ملاكا يرفرف بجناحيه مثلي او تكون مع الجانب الذي سيخلد في النار في نهاية الامر, لا توجد منطقة رمادية لا يوجد تقبل للختلاف لا يوجد حوار, استكمالا للصراع بين من يظنون انفسهم اخيارا وعوا للحقيقة الكاملة المطلقة و بين من يعتبروهم اشرار لمجرد اختلافهم في الطبيعة او الفكر, و هو ايضا حال المعسكر الاخر اذا حلل الامور من وجهة نظره, ففي نظر انصاري انا الصواب ذاته اما المعارضين فينظرون الي نظرة العدو الشيطاني الواجبة محاربته. لن يختلف الامر كثيرا اذا اردنا تطبيق تلك القاعدة على ما يحدث في مصر اليوم من صراع بين معسكرين وضع كل منهما الاخر في منزلة العدو, لا يضيع فرصة دون اصطياد الاخطاء و تكييل الاتهامات, رغم انهم في النهاية لا يختلفون عن بعضهم سوى في الطريقة و الاسلوب.

الاسلاميين و العلمانيين. كلمتان تمثلان اتجاهان صارا هما المحور الرئيسي لكل ما يدور من احاديث على موائد حوار الشعب المصري, في المنازل و المصالح و المقاهي لا صوت يعلو فوق صوت ذلك الصراع.. نعم, صراعا لا هو حوار او مجرد اختلاف, و لم اعد اظن كما كنت في السابق ان هذا الصراع همه الرئيسي هو الوطن او اصحاب هذا الوطن بل ماهو الا محاولة لاثبات الوجود و الحفاظ على البقاء و احكام السيطرة, صراع سُمح فيه باستخدام كافة الاسلحة المشروعة و غير المشروعة, المتاجرة بالدين و دماء الشهداء و جهل العامة و قضايا البسطاء و لا مانع ابدا من تفكيك الشعب بدعوى اصلاحة و تهميش فئة بدعوى توحيد الوطن و لا مانع ايضا من التضحية ببعض الارواح في سبيل الوصول للهدف فكلا المعسكران يؤمنان بأن الغاية تبرر الوسيلة, و الغريب في الامر ان كل معسكر يتهم الاخر بما يمارسه هو نفسه و الادلة على ذلك متوفره و سابدأ في سردها قبل ان يظن احد ان كلامي مرسل لا دليل عليه.

بعد ان بدات الثورة في الاتيان باولى ثمارها حرص كل جانب على سرد دوره و فضائله التي ادت دون شك و دون مساعدة احيانا على نجاح الثورة, بات العلمانيون يؤكدون مرارا و تكرارا على انهم شرارة الثورة الرئيسية و ان لولاهم لما كانت الفكرة من الاصل, بينما بدأ الاخوان المسلمون في سرد بطولاتهم يوم الثامن و العشرون من يناير و يوم "معركة الجمل" و التأكيد على ان لولاهم لما استمر الاعتصام في الميدان و لا استطاعت الثورة ان تحقق نجاحاتها. لا خلاف على ان من حق كل جانب ان يسرد فضائله و لكن ليس من المعقول ان تنكر فضل الاخر و تهمشه بل و تطالبه ايضا ان يعترف فقط بانجازاتك, و من قال ان ارض الميدان استطاعت ان تفرق بين هذا و ذاك و هل كانت رصاصات الامن تستطيع ان تفرق بين الملتحي و غيره ؟ ما اعرفه انه ما من احد يملك الفضل الحقيقي في انجاح الثورة الا هؤلاء الذين لا يعرفون تاريخ الاخوان ولا يفقهون معنى كلمة علمانية او ما يُشتق منها, هؤلاء الذين واجهوا بطش الطغاة و ضحوا بحياتهم لم يكن منهم من يعلق شارة تدل على اتجاهه الفكري او السياسي بل كان اغلبهم لا يعتنق هذا او ذاك. هؤلاء الذين تاجر بدمائهم من يطلقون على انفسهم "النخبة" بينما كانوا يتهمون الجانب الاسلامي بالمتاجرة بالدين و استغلال جهل الفقراء و البسطاء خلال فترة الاستفتاء الماضي, لا فرق بين المعسكرين في هذا الامر فلا الدين امر بقول نعم ولا الشهداء ضحوا بدمائهم من اجل شعبة او زمرة معينة من المصريين, لم ينته حرص العلمانيون على اتهام الاخوان باستغلال جهل البسطاء بينما لم يهتموا بمحاولة توعية هؤلاء البسطاء و محاولة الارتقاء بهم, اللهم الا محاولات بسيطة فردية من قِبل البعض الذين حاولوا قيادة الثورة الحقيقية (ثورة العقول).

بين التخوين و التكفير استمرت تلك الحرب المستعرة حتى فيما تلى اعلان نتيجة الاستفتاء و استمر اصطياد الاخطاء و القاء التهم بين الجانبين, يعيب العلمانيون على الاخوان و السلفيون اتهاماتهم لمعارضيهم بالكفر و مخالفة شرائع السماء بينما لا يعترف العلمانيون بأنهم ايضا يتهمون كل من يعارضهم او يختلف معهم بالخيانة و العمالة, رغم ان العلمانية و كل ما سبقها من افكار انسانية حرصت تمام الحرص على احترام اراء الاخر و الاخذ بها في بعض الاحيان. لا يخفى علينا ان الاخوان المسلمون و السلفيون يضعون النصوص المقدسة في وجه كل من يخالفهم و لكننا لا نريد ان نرى او نصدق اننا نرى العلمانيون يتشدقون بالحديث عن الشهداء و دمائهم ايضا في وجه كل من يخالفهم, نعترض كدعاة للدولة المدنية على استغلال السلفيون لبعض القضايا الهامشية بينما نحاول دائما ان نغذي العديد من القضايا الهامشية فقط لانها تخدم مصالحنا. نتهم البعض بأنهم يعملون جاهدين على اشعال و الابقاء على نيران الفتنه الطائفية بينما نتراقص نحن حول تلك النيران, لماذا؟؟ لان بتلك الطريقه فقط سيعلم الاخرون ان الحل في الدولة العلمانية فلا مانع اذا من التضحية ببعض الارواح المصرية من اجل الوصول لتلك الغاية. نرفض تهميشنا من قِبل بعض التيارات بينما لا نكف عن المطالبة بتهميش فئات اخرى, نطالب باحترام الرأي و العمل على تحريره بينما نسب و نعلن و نتهكم كل يوم على من يعارضنا, نرفض مبدأ احتكار الحقيقة بينما ندعي اننا فقط اصحاب تلك الحقيقة.

ما سبق كان بعض العينات العشوائية مما اراه تناقضا بين القول و الفعل في الجانب العلماني و هو الامر ذاته الذي ينطبق على التيارات الاخرى ايا كانت التسمية, فانا لا احاول ان انصر جانب على حساب جانب اخر فكلاهما عندي سواء في الطريقة و الاسلوب, كلاهما لم يعد يهتم بقضايا الوطن الحقيقية و لم يعد يفكر فقط سوى في مصلحته الشخصية.
و البقية تأتي ......


يا فيسبوك يا
-          الراجل ده حدوته جامده جدا, بحب اتابع استيتوساته اللي بتتعدى الخمسين ستيتوس في اليوم, دايما يحسسك كده انه الاب الروحي للثوره و الثوار بيقعد يدينا في كلام كبير لا حد فاهمه ولا هو نفسه فاهمه و كل يوم و التاني يقولك معادنا التحرير و الواحد لا شافه في التحرير و لا حتى شافه في اللجان الشعبيه ايام الثوره ( مع العلم انه ساكن في الشارع اللي جنبي ) مفيش حد بيقول كلمه او يعمل فيديو غير و يقولك عليه ابني حبيبي و نور عيني ده انا اعرفه من ايام ما كان لسا بيلبس بامبرز .. ربنا يشفي J




share it

ليست هناك تعليقات:

Facebook Badge